الكوفي ..تخلد أمجاد بني الصومال!
٢:٣٤ ص | Posted by
سوليزيا |
تعديل الرسالة
يُعتَقد أن إسم الكوفي (القهوة), مشتق من إسم المنطقة التي اكتُشفت بها هذه النبتة, وهي منطقة "كفى" والتي عاصمتها " جيما" الواقعة في الجنوب الغربي لإثيوبيا. ويعتقد البعض أنه قامت بالمنطقة مملكة قديمة كانت تسمى كفى, غير أنه لاأحد يعلم إسم ملك واحد من الإثنين والثلاثين ملكا يقال أنهم تعاقبوا على حكمها, في الفترة مابين القرن الرابع عشر وحتى القرن التاسع عشر. هذا القول بالإضافة إلى أنه يخالف الوقائع التاريخية فإنه لاينكر التسمية العربية للمنطقة أو المملكة أيا كانت. و لهذه التسمية جذور إلى الفتوحات الإسلامية في الحبشة
شهدت المواجهات الإسلامية المسيحية في الحبشة منذ القرن الثالث عشر احتلال الحبشيين لأجزاء من الأراضي الإسلامية, من بينها إمارة إيفات التي كانت تسيطر على مساحة شاسعة تمتد من زيلع وحتى منطقة شوا حيث تقع أديس أببا اليوم. الأمر الذي دفع بالإمام محفوظ من زيلع أن يحشد عسكره لاستعادة الأمجاد الضائعة , قبل أن يستشهد وهو يقاتل الإمبراطور بلبنا دنقل, وبعده تسلم الراية الإمام الغازي الذي وّحد القبائل الصومالية, التى ظل الإمام يصفها "الأسود الضارية". هذه القبائل التي طفح بها الكيل من الهجمات البرتغالية المتواطئة مع الحبشة على بلادهم, فقد احتلت زيلع ودُمرت بربرة وارتكبت الآلة الغربية أبشع الجرائم في حق المسلمين. فأقبلت وفود القبائل إلى الإمام راغبة في تغيير واقعهم الماساوي. لتبدا مرحلة جديدة تكون فيها للمسلمين اليد العليا ولتنقلب موازين القوى في المنطقة, فبادر الإمام برفض دفع الجزية المفروضة, ثم تصدى للإمبراطور بلبنا دنقل وهزمه, وعندئذ بدأ في مشروع استعادة الأراضي الإسلامية شِبراً شِبرا, فنكل بملوك الحبشة واستحوذ على مجمل المساحة الجغرافية لإثيوبيا الحالية, وقتل ملوكهم, ولم يكتفي بذلك بل لحق فلولهم إلى مناطق لم يدخلها الإسلام من قبل, حيث اتجه شمالا ليدخل أكسوم التي لطالما توجت ملوك الحبشة, مما أجبر أحد ملوك الحبشة أن يرسل إلى الإمام قائلا :" يكفي ماصنعت بنا, فابقى في بلادك".
وواصل زحفه حتى وصل الى إمارة كسلا السودانية الإسلامية, ثم إلى الشرق حتى تمكن من الهضبة الإريترية , ثم بعد أن دانت له الحبشة كلها, سرح جيوشه, فعادت القبائل الصومالية الى موطنها, فاستغل الحبشيون هذه الفرصة, واستعانوا بالبرتغاليين تحت قيادة فاسكو دي جاما, الأمر الذي انتهى باستشهاد الإمام, وزحف الحبشيون مجددا إلى الأراضي الإسلامية, وبعد فترة وجيزة انبرى لهم نور بن مجاهد أمير هرر وخليفة الإمام أحمد, الذي حشد حوله القبائل الصومالية مجددا, وخاض حروبا استمرت اثنتي عشرة عاما, حقق من خلالها انتصارات حاسمة, وثأر لمقتل الإمام أحمد, فقتل قاتله " جلاديوس " ملك الحبشة, وأعاد شيئا من إنجازات الإمام الغازي, حتى عرف بالفتح الثاني، ويعتقد سكان منطقة جيبي التاريخيه أنه عندما وصل بن مجاهد إلى منطقتهم أمر قواته بالكفِّ عن القتال, مخاطبا إياهم "كفى!" وعاد أدراجه إلى هرر.
تمكنت الحبشة في القرون التي تلت وبالتعاون مع الألة الغربية في الإستيلاء على الأراضي الإسلامية, عملا بموجب اتفاقية برلين (1884-1885) الذي اتفقت فيه الدول المؤتمرة على وضع عدة قواعد لتنظيم الإستعمار في إفريقيا, وكان من ضمنها إعطاء الأراضي الإسلامية للحبشة, فاستولى الإمبراطور منيلك على معقل الإسلام في هرر 1887, وعين والد الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكما عليها. ثم قامت بريطانيا بمنح منطقة هود للإمبراطور هيلاسيلاسي. هذا الإنحياز الغربي ساهم في بروز بعض القوى الإسلامية هناك, ولكن الغرب كان لهم دوما بالمرصاد لحماية الاقلية المسيحية في المنطقة.
وبمجرد أن تحرر الشطران الشمالي والجنوبي من بريطانيا وايطاليا على التوالي, لم ينتظر الصوماليون كثيرا قبل أن يشرعوا في استعادة الأراضي الباقية. شنوا حربا ضد الإحتلال الإثيوبي في الصومال الغربي في الستينات, ثم أعقبوه باجتياح شامل في عام سبعة وسبعين, واستعادوا معظم بلادهم, ولكن القوى المسيحية هرعت "مجددا" لنجدة إثيوبيا, فكسر السوفييت والكوبيون ظهر الجيش الصومالي, ثم بعدها انشغل الصوماليون في أزمات داخلية كانت أثار حرب السبعينات عاملا محركا فيها
لعل هذا الوضع التاريخي يفيدنا في فهم العلاقات المتوترة في هذه المنطقة من العالم, وكيف أن أديس أببا كانت وستظل ستظل راعية للفوضى الخلاقة التي أعقبت سقوط نظام بري في الصومال, فعمدت إلى دعم الفصائل بعضها ضد بعض, ثم عندما انتشلت المحاكم مقديشو من براثن هذه العصابات, تدخل السلاح الإثيوبي لإعادة الأمور لسابق عهدها, وهكذا يبقى جنوب الصومال يسير في دوامة ليس لها قرار. وفي بونتلاند تتدخل إثيوبيا حتى في تعيين وعزل وزرائها. صوماليلاند ومشروع الشرعية الدولية ورقة أخرى بيد أديس أبابا, فماالذي يدعو إثيوبيا أن تهرع في الإعتراف بكيان يعتبر منفذها البحري, ثم أن الإعتراف بصوماليلاند ربما يعزز من فرص خروج بقية الصوماليين من نفقهم المظلم. وتسعى اثيوبيا نحو تضييق الخناق على الجبهات الإسلامية من خلال تنسيقها الأمني مع صوماليلاند وبونتلاند, وأحيانا تجتاز الحدود الدولية في وضح النهار. وبالرغم من أن السياسات الاثيوبية واضحة في المنطقة الا أن السواد الاعظم من القيادات الصومالية تتدافع نحو أديس أبابا, وتروج مؤخرا لتناسي التاريخ والجغرافيا وأن اثيوبيا تسعى لما فيه الخير للأمة الصومالية . سياسات انهزامية, لاتنطوي على أحد, ولا حتى على فنجان القهوة!!
شهدت المواجهات الإسلامية المسيحية في الحبشة منذ القرن الثالث عشر احتلال الحبشيين لأجزاء من الأراضي الإسلامية, من بينها إمارة إيفات التي كانت تسيطر على مساحة شاسعة تمتد من زيلع وحتى منطقة شوا حيث تقع أديس أببا اليوم. الأمر الذي دفع بالإمام محفوظ من زيلع أن يحشد عسكره لاستعادة الأمجاد الضائعة , قبل أن يستشهد وهو يقاتل الإمبراطور بلبنا دنقل, وبعده تسلم الراية الإمام الغازي الذي وّحد القبائل الصومالية, التى ظل الإمام يصفها "الأسود الضارية". هذه القبائل التي طفح بها الكيل من الهجمات البرتغالية المتواطئة مع الحبشة على بلادهم, فقد احتلت زيلع ودُمرت بربرة وارتكبت الآلة الغربية أبشع الجرائم في حق المسلمين. فأقبلت وفود القبائل إلى الإمام راغبة في تغيير واقعهم الماساوي. لتبدا مرحلة جديدة تكون فيها للمسلمين اليد العليا ولتنقلب موازين القوى في المنطقة, فبادر الإمام برفض دفع الجزية المفروضة, ثم تصدى للإمبراطور بلبنا دنقل وهزمه, وعندئذ بدأ في مشروع استعادة الأراضي الإسلامية شِبراً شِبرا, فنكل بملوك الحبشة واستحوذ على مجمل المساحة الجغرافية لإثيوبيا الحالية, وقتل ملوكهم, ولم يكتفي بذلك بل لحق فلولهم إلى مناطق لم يدخلها الإسلام من قبل, حيث اتجه شمالا ليدخل أكسوم التي لطالما توجت ملوك الحبشة, مما أجبر أحد ملوك الحبشة أن يرسل إلى الإمام قائلا :" يكفي ماصنعت بنا, فابقى في بلادك".
وواصل زحفه حتى وصل الى إمارة كسلا السودانية الإسلامية, ثم إلى الشرق حتى تمكن من الهضبة الإريترية , ثم بعد أن دانت له الحبشة كلها, سرح جيوشه, فعادت القبائل الصومالية الى موطنها, فاستغل الحبشيون هذه الفرصة, واستعانوا بالبرتغاليين تحت قيادة فاسكو دي جاما, الأمر الذي انتهى باستشهاد الإمام, وزحف الحبشيون مجددا إلى الأراضي الإسلامية, وبعد فترة وجيزة انبرى لهم نور بن مجاهد أمير هرر وخليفة الإمام أحمد, الذي حشد حوله القبائل الصومالية مجددا, وخاض حروبا استمرت اثنتي عشرة عاما, حقق من خلالها انتصارات حاسمة, وثأر لمقتل الإمام أحمد, فقتل قاتله " جلاديوس " ملك الحبشة, وأعاد شيئا من إنجازات الإمام الغازي, حتى عرف بالفتح الثاني، ويعتقد سكان منطقة جيبي التاريخيه أنه عندما وصل بن مجاهد إلى منطقتهم أمر قواته بالكفِّ عن القتال, مخاطبا إياهم "كفى!" وعاد أدراجه إلى هرر.
تمكنت الحبشة في القرون التي تلت وبالتعاون مع الألة الغربية في الإستيلاء على الأراضي الإسلامية, عملا بموجب اتفاقية برلين (1884-1885) الذي اتفقت فيه الدول المؤتمرة على وضع عدة قواعد لتنظيم الإستعمار في إفريقيا, وكان من ضمنها إعطاء الأراضي الإسلامية للحبشة, فاستولى الإمبراطور منيلك على معقل الإسلام في هرر 1887, وعين والد الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكما عليها. ثم قامت بريطانيا بمنح منطقة هود للإمبراطور هيلاسيلاسي. هذا الإنحياز الغربي ساهم في بروز بعض القوى الإسلامية هناك, ولكن الغرب كان لهم دوما بالمرصاد لحماية الاقلية المسيحية في المنطقة.
وبمجرد أن تحرر الشطران الشمالي والجنوبي من بريطانيا وايطاليا على التوالي, لم ينتظر الصوماليون كثيرا قبل أن يشرعوا في استعادة الأراضي الباقية. شنوا حربا ضد الإحتلال الإثيوبي في الصومال الغربي في الستينات, ثم أعقبوه باجتياح شامل في عام سبعة وسبعين, واستعادوا معظم بلادهم, ولكن القوى المسيحية هرعت "مجددا" لنجدة إثيوبيا, فكسر السوفييت والكوبيون ظهر الجيش الصومالي, ثم بعدها انشغل الصوماليون في أزمات داخلية كانت أثار حرب السبعينات عاملا محركا فيها
لعل هذا الوضع التاريخي يفيدنا في فهم العلاقات المتوترة في هذه المنطقة من العالم, وكيف أن أديس أببا كانت وستظل ستظل راعية للفوضى الخلاقة التي أعقبت سقوط نظام بري في الصومال, فعمدت إلى دعم الفصائل بعضها ضد بعض, ثم عندما انتشلت المحاكم مقديشو من براثن هذه العصابات, تدخل السلاح الإثيوبي لإعادة الأمور لسابق عهدها, وهكذا يبقى جنوب الصومال يسير في دوامة ليس لها قرار. وفي بونتلاند تتدخل إثيوبيا حتى في تعيين وعزل وزرائها. صوماليلاند ومشروع الشرعية الدولية ورقة أخرى بيد أديس أبابا, فماالذي يدعو إثيوبيا أن تهرع في الإعتراف بكيان يعتبر منفذها البحري, ثم أن الإعتراف بصوماليلاند ربما يعزز من فرص خروج بقية الصوماليين من نفقهم المظلم. وتسعى اثيوبيا نحو تضييق الخناق على الجبهات الإسلامية من خلال تنسيقها الأمني مع صوماليلاند وبونتلاند, وأحيانا تجتاز الحدود الدولية في وضح النهار. وبالرغم من أن السياسات الاثيوبية واضحة في المنطقة الا أن السواد الاعظم من القيادات الصومالية تتدافع نحو أديس أبابا, وتروج مؤخرا لتناسي التاريخ والجغرافيا وأن اثيوبيا تسعى لما فيه الخير للأمة الصومالية . سياسات انهزامية, لاتنطوي على أحد, ولا حتى على فنجان القهوة!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments: