الكوفي ..تخلد أمجاد بني الصومال!
٢:٣٤ ص | Posted by
سوليزيا |
تعديل الرسالة
يُعتَقد أن إسم الكوفي (القهوة), مشتق من إسم المنطقة التي اكتُشفت بها هذه النبتة, وهي منطقة "كفى" والتي عاصمتها " جيما" الواقعة في الجنوب الغربي لإثيوبيا. ويعتقد البعض أنه قامت بالمنطقة مملكة قديمة كانت تسمى كفى, غير أنه لاأحد يعلم إسم ملك واحد من الإثنين والثلاثين ملكا يقال أنهم تعاقبوا على حكمها, في الفترة مابين القرن الرابع عشر وحتى القرن التاسع عشر. هذا القول بالإضافة إلى أنه يخالف الوقائع التاريخية فإنه لاينكر التسمية العربية للمنطقة أو المملكة أيا كانت. و لهذه التسمية جذور إلى الفتوحات الإسلامية في الحبشة
شهدت المواجهات الإسلامية المسيحية في الحبشة منذ القرن الثالث عشر احتلال الحبشيين لأجزاء من الأراضي الإسلامية, من بينها إمارة إيفات التي كانت تسيطر على مساحة شاسعة تمتد من زيلع وحتى منطقة شوا حيث تقع أديس أببا اليوم. الأمر الذي دفع بالإمام محفوظ من زيلع أن يحشد عسكره لاستعادة الأمجاد الضائعة , قبل أن يستشهد وهو يقاتل الإمبراطور بلبنا دنقل, وبعده تسلم الراية الإمام الغازي الذي وّحد القبائل الصومالية, التى ظل الإمام يصفها "الأسود الضارية". هذه القبائل التي طفح بها الكيل من الهجمات البرتغالية المتواطئة مع الحبشة على بلادهم, فقد احتلت زيلع ودُمرت بربرة وارتكبت الآلة الغربية أبشع الجرائم في حق المسلمين. فأقبلت وفود القبائل إلى الإمام راغبة في تغيير واقعهم الماساوي. لتبدا مرحلة جديدة تكون فيها للمسلمين اليد العليا ولتنقلب موازين القوى في المنطقة, فبادر الإمام برفض دفع الجزية المفروضة, ثم تصدى للإمبراطور بلبنا دنقل وهزمه, وعندئذ بدأ في مشروع استعادة الأراضي الإسلامية شِبراً شِبرا, فنكل بملوك الحبشة واستحوذ على مجمل المساحة الجغرافية لإثيوبيا الحالية, وقتل ملوكهم, ولم يكتفي بذلك بل لحق فلولهم إلى مناطق لم يدخلها الإسلام من قبل, حيث اتجه شمالا ليدخل أكسوم التي لطالما توجت ملوك الحبشة, مما أجبر أحد ملوك الحبشة أن يرسل إلى الإمام قائلا :" يكفي ماصنعت بنا, فابقى في بلادك".
وواصل زحفه حتى وصل الى إمارة كسلا السودانية الإسلامية, ثم إلى الشرق حتى تمكن من الهضبة الإريترية , ثم بعد أن دانت له الحبشة كلها, سرح جيوشه, فعادت القبائل الصومالية الى موطنها, فاستغل الحبشيون هذه الفرصة, واستعانوا بالبرتغاليين تحت قيادة فاسكو دي جاما, الأمر الذي انتهى باستشهاد الإمام, وزحف الحبشيون مجددا إلى الأراضي الإسلامية, وبعد فترة وجيزة انبرى لهم نور بن مجاهد أمير هرر وخليفة الإمام أحمد, الذي حشد حوله القبائل الصومالية مجددا, وخاض حروبا استمرت اثنتي عشرة عاما, حقق من خلالها انتصارات حاسمة, وثأر لمقتل الإمام أحمد, فقتل قاتله " جلاديوس " ملك الحبشة, وأعاد شيئا من إنجازات الإمام الغازي, حتى عرف بالفتح الثاني، ويعتقد سكان منطقة جيبي التاريخيه أنه عندما وصل بن مجاهد إلى منطقتهم أمر قواته بالكفِّ عن القتال, مخاطبا إياهم "كفى!" وعاد أدراجه إلى هرر.
تمكنت الحبشة في القرون التي تلت وبالتعاون مع الألة الغربية في الإستيلاء على الأراضي الإسلامية, عملا بموجب اتفاقية برلين (1884-1885) الذي اتفقت فيه الدول المؤتمرة على وضع عدة قواعد لتنظيم الإستعمار في إفريقيا, وكان من ضمنها إعطاء الأراضي الإسلامية للحبشة, فاستولى الإمبراطور منيلك على معقل الإسلام في هرر 1887, وعين والد الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكما عليها. ثم قامت بريطانيا بمنح منطقة هود للإمبراطور هيلاسيلاسي. هذا الإنحياز الغربي ساهم في بروز بعض القوى الإسلامية هناك, ولكن الغرب كان لهم دوما بالمرصاد لحماية الاقلية المسيحية في المنطقة.
وبمجرد أن تحرر الشطران الشمالي والجنوبي من بريطانيا وايطاليا على التوالي, لم ينتظر الصوماليون كثيرا قبل أن يشرعوا في استعادة الأراضي الباقية. شنوا حربا ضد الإحتلال الإثيوبي في الصومال الغربي في الستينات, ثم أعقبوه باجتياح شامل في عام سبعة وسبعين, واستعادوا معظم بلادهم, ولكن القوى المسيحية هرعت "مجددا" لنجدة إثيوبيا, فكسر السوفييت والكوبيون ظهر الجيش الصومالي, ثم بعدها انشغل الصوماليون في أزمات داخلية كانت أثار حرب السبعينات عاملا محركا فيها
لعل هذا الوضع التاريخي يفيدنا في فهم العلاقات المتوترة في هذه المنطقة من العالم, وكيف أن أديس أببا كانت وستظل ستظل راعية للفوضى الخلاقة التي أعقبت سقوط نظام بري في الصومال, فعمدت إلى دعم الفصائل بعضها ضد بعض, ثم عندما انتشلت المحاكم مقديشو من براثن هذه العصابات, تدخل السلاح الإثيوبي لإعادة الأمور لسابق عهدها, وهكذا يبقى جنوب الصومال يسير في دوامة ليس لها قرار. وفي بونتلاند تتدخل إثيوبيا حتى في تعيين وعزل وزرائها. صوماليلاند ومشروع الشرعية الدولية ورقة أخرى بيد أديس أبابا, فماالذي يدعو إثيوبيا أن تهرع في الإعتراف بكيان يعتبر منفذها البحري, ثم أن الإعتراف بصوماليلاند ربما يعزز من فرص خروج بقية الصوماليين من نفقهم المظلم. وتسعى اثيوبيا نحو تضييق الخناق على الجبهات الإسلامية من خلال تنسيقها الأمني مع صوماليلاند وبونتلاند, وأحيانا تجتاز الحدود الدولية في وضح النهار. وبالرغم من أن السياسات الاثيوبية واضحة في المنطقة الا أن السواد الاعظم من القيادات الصومالية تتدافع نحو أديس أبابا, وتروج مؤخرا لتناسي التاريخ والجغرافيا وأن اثيوبيا تسعى لما فيه الخير للأمة الصومالية . سياسات انهزامية, لاتنطوي على أحد, ولا حتى على فنجان القهوة!!
شهدت المواجهات الإسلامية المسيحية في الحبشة منذ القرن الثالث عشر احتلال الحبشيين لأجزاء من الأراضي الإسلامية, من بينها إمارة إيفات التي كانت تسيطر على مساحة شاسعة تمتد من زيلع وحتى منطقة شوا حيث تقع أديس أببا اليوم. الأمر الذي دفع بالإمام محفوظ من زيلع أن يحشد عسكره لاستعادة الأمجاد الضائعة , قبل أن يستشهد وهو يقاتل الإمبراطور بلبنا دنقل, وبعده تسلم الراية الإمام الغازي الذي وّحد القبائل الصومالية, التى ظل الإمام يصفها "الأسود الضارية". هذه القبائل التي طفح بها الكيل من الهجمات البرتغالية المتواطئة مع الحبشة على بلادهم, فقد احتلت زيلع ودُمرت بربرة وارتكبت الآلة الغربية أبشع الجرائم في حق المسلمين. فأقبلت وفود القبائل إلى الإمام راغبة في تغيير واقعهم الماساوي. لتبدا مرحلة جديدة تكون فيها للمسلمين اليد العليا ولتنقلب موازين القوى في المنطقة, فبادر الإمام برفض دفع الجزية المفروضة, ثم تصدى للإمبراطور بلبنا دنقل وهزمه, وعندئذ بدأ في مشروع استعادة الأراضي الإسلامية شِبراً شِبرا, فنكل بملوك الحبشة واستحوذ على مجمل المساحة الجغرافية لإثيوبيا الحالية, وقتل ملوكهم, ولم يكتفي بذلك بل لحق فلولهم إلى مناطق لم يدخلها الإسلام من قبل, حيث اتجه شمالا ليدخل أكسوم التي لطالما توجت ملوك الحبشة, مما أجبر أحد ملوك الحبشة أن يرسل إلى الإمام قائلا :" يكفي ماصنعت بنا, فابقى في بلادك".
وواصل زحفه حتى وصل الى إمارة كسلا السودانية الإسلامية, ثم إلى الشرق حتى تمكن من الهضبة الإريترية , ثم بعد أن دانت له الحبشة كلها, سرح جيوشه, فعادت القبائل الصومالية الى موطنها, فاستغل الحبشيون هذه الفرصة, واستعانوا بالبرتغاليين تحت قيادة فاسكو دي جاما, الأمر الذي انتهى باستشهاد الإمام, وزحف الحبشيون مجددا إلى الأراضي الإسلامية, وبعد فترة وجيزة انبرى لهم نور بن مجاهد أمير هرر وخليفة الإمام أحمد, الذي حشد حوله القبائل الصومالية مجددا, وخاض حروبا استمرت اثنتي عشرة عاما, حقق من خلالها انتصارات حاسمة, وثأر لمقتل الإمام أحمد, فقتل قاتله " جلاديوس " ملك الحبشة, وأعاد شيئا من إنجازات الإمام الغازي, حتى عرف بالفتح الثاني، ويعتقد سكان منطقة جيبي التاريخيه أنه عندما وصل بن مجاهد إلى منطقتهم أمر قواته بالكفِّ عن القتال, مخاطبا إياهم "كفى!" وعاد أدراجه إلى هرر.
تمكنت الحبشة في القرون التي تلت وبالتعاون مع الألة الغربية في الإستيلاء على الأراضي الإسلامية, عملا بموجب اتفاقية برلين (1884-1885) الذي اتفقت فيه الدول المؤتمرة على وضع عدة قواعد لتنظيم الإستعمار في إفريقيا, وكان من ضمنها إعطاء الأراضي الإسلامية للحبشة, فاستولى الإمبراطور منيلك على معقل الإسلام في هرر 1887, وعين والد الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكما عليها. ثم قامت بريطانيا بمنح منطقة هود للإمبراطور هيلاسيلاسي. هذا الإنحياز الغربي ساهم في بروز بعض القوى الإسلامية هناك, ولكن الغرب كان لهم دوما بالمرصاد لحماية الاقلية المسيحية في المنطقة.
وبمجرد أن تحرر الشطران الشمالي والجنوبي من بريطانيا وايطاليا على التوالي, لم ينتظر الصوماليون كثيرا قبل أن يشرعوا في استعادة الأراضي الباقية. شنوا حربا ضد الإحتلال الإثيوبي في الصومال الغربي في الستينات, ثم أعقبوه باجتياح شامل في عام سبعة وسبعين, واستعادوا معظم بلادهم, ولكن القوى المسيحية هرعت "مجددا" لنجدة إثيوبيا, فكسر السوفييت والكوبيون ظهر الجيش الصومالي, ثم بعدها انشغل الصوماليون في أزمات داخلية كانت أثار حرب السبعينات عاملا محركا فيها
لعل هذا الوضع التاريخي يفيدنا في فهم العلاقات المتوترة في هذه المنطقة من العالم, وكيف أن أديس أببا كانت وستظل ستظل راعية للفوضى الخلاقة التي أعقبت سقوط نظام بري في الصومال, فعمدت إلى دعم الفصائل بعضها ضد بعض, ثم عندما انتشلت المحاكم مقديشو من براثن هذه العصابات, تدخل السلاح الإثيوبي لإعادة الأمور لسابق عهدها, وهكذا يبقى جنوب الصومال يسير في دوامة ليس لها قرار. وفي بونتلاند تتدخل إثيوبيا حتى في تعيين وعزل وزرائها. صوماليلاند ومشروع الشرعية الدولية ورقة أخرى بيد أديس أبابا, فماالذي يدعو إثيوبيا أن تهرع في الإعتراف بكيان يعتبر منفذها البحري, ثم أن الإعتراف بصوماليلاند ربما يعزز من فرص خروج بقية الصوماليين من نفقهم المظلم. وتسعى اثيوبيا نحو تضييق الخناق على الجبهات الإسلامية من خلال تنسيقها الأمني مع صوماليلاند وبونتلاند, وأحيانا تجتاز الحدود الدولية في وضح النهار. وبالرغم من أن السياسات الاثيوبية واضحة في المنطقة الا أن السواد الاعظم من القيادات الصومالية تتدافع نحو أديس أبابا, وتروج مؤخرا لتناسي التاريخ والجغرافيا وأن اثيوبيا تسعى لما فيه الخير للأمة الصومالية . سياسات انهزامية, لاتنطوي على أحد, ولا حتى على فنجان القهوة!!
فتى البراري...(1)
٢:٠٨ ص | Posted by
سوليزيا |
تعديل الرسالة
بلادنا لم تزل عذراء لم تمسها او تطالها يد الانسان, ولو احداث عام 88 لكانت بلادنا جنة الله في ارضه, طبيعة وحياة برية وكائنات جميلة,.
فمارايته ولو على مضض, يجعلني اصدق مايحكى من بطولات ومن تنوع للكائنات وبشكل كبير...
قبل ثلاثة وعشرين عاما, اخذتنى جدتي لرؤية اخوالي الذين وبطبيعة الحال رعاة غنم وابل وبقر , نعم ...
انهم بدو رحل لايستقرون في بقعة من الارض, كل فترة يحلون في ارض, اكواخ بدائية , وقطعان من الابل والبقر والغنم....
اتت جدتى واخذتنى من جدتي , وقالت انها ستعلمنى مهنة العائلة, فان عائلة ابي فلاحون وعائلة امي رعاة ابل بالدرجة الاولى, وكم كنت متشوقا لرؤية الحياة في البراري, كنت اتخيلها ممتعة ,,ولكن كل هذا سيتغير عما قريب...
قطعنا مئات الكيلومترات بسيارتنا اللاندوفر القديمة التى وبشكل عجيب تسير على طريق مهما كان وعرا...فتجتاز الوديان الجافة, وتعبر الهضاب الصخرية, وتمر بالغابات الشوكية....ثم بعدها صمت متقع...لاضجيج غير طيور القولي والغربان الكثيرة....ثم مررنا بمزارع الذرة التى لاتنتهى ...فتوقفنا ومن غير اذن مسبق نزلنا في وسط مزرعة استطعمنا اهلها فقدموا لنا" القرو" مع حليب والصبق...ولكنى رفضت الاكل اذ اننى لم اعتد اكل تلك الامور!
اكلت من الذرة وبعضا من القصب الذي قطفته بنفسي, ثم العمبي عاد....ومضينا ...
ففهمت اننا لازلنا في" الادن" idhanka .....
وبعد قليل رايت بعضا من الخيول البرية التى فرت من صوت سيارتنا التى تثير الاتربة وهى تطوي المساحات....
وصلنا ساعة الغروب , الى ارض مستوية تحيطها اعشاب جافة ...ومحاطة باشجار شوكية عملاقة قطعت وسيج بها البيت ..
البيت عبارة عن كوخان احدهما صغير , والاخر كبير ليس لهما باب, وهناك حظائر مسيجة كبيرة,...
بجانب البيت هناك شجرة يستظل بها اهل البيت, بعد الاحضان والقبل والدلال من قبل الخالات , نظرت حولي .
اين الرجال ...اين الاطفال?
وماهى الا لحظات الى وتسرع خالتى لفتح حظيرة صغيرة, واذا بصغار الغنم "وحرو" waxaro...او الحمل والجدى .. تعود على ...اعداد هائلة, خمسون او يزيدون ....فاسرعت فرارا خشية منهم!
واخيرا اغلقت الحظيرة, والتقيت بخالي الصغير, انه يكبرنى بعام فقط, لكنه راعى ماهر, معه عصاة صغيرة وقربة ماء...وبدا يسرد عن اخبار اليوم وكيف انه فقد احدى الحيوانات فقد خطفها المفترس!!
فاوقع في يدي....
مفترس?
فبدات اصيح...اريد العودة قبل ان يحل الظلام هنا....فضحكوا جميعا...
واثناء ذلك... سمعت ضجة عارمة ..انها قطعان الغنم والمعيز...ياااااااااه ما اكثرها ...لقد دوى صوتهم في كل مكان....ماهذا انهم ملؤا الحظيرة ...
فاسرعت الخالة في حلب بعض المعيز, ثم تترك الحملان ترضع منها...
وعندها تعرفت على خالي الاخر الاكبر سنا ...وفي حينها عادت الابقار...وكم جزعت منها لانها كانت قادمة بسرعة ثم بعضها يدخل سياج البيت بدلا من الحظيرة...
ياللهول ...
وقبل ان يحل الظلام, و السماء اكتسبت لونا احمرا, قدمت الابل,
الكثير والكثير منها....وكان اثنين من الاخوال يرعونها...
غير ان احدهم عاد بالقطيع, والاخر بدا يبحث عن ذكر هائج, خرج من القطيع, ....
وعاد به في اليل, ....ثم تحملقنا حول نار اشعلت في وسط الساحة...واشربت من حليب الابل حتى شبعت ثم بدا الجميع يسرد حكايته ونسمر حتى نعست, ودخلت الكوخ لانام, الا ان اخوالى اخرجونى والحوا علي, قائلين ان الرجال ينامون في البر "duleedka
والسماء لحافنا....فبادت اعد النجوم ... ولم انم خوفا من البقر الذي لايكف عن الخوار ...والابل التى لاتكف عن اللعب ...خشية ان يقفزو علينا....
وبعدما ظهر القمر في وسط السماء ...ونوره ملئ الارض...وبامكانى رؤية الحيوانات ... وبدا الجميع يشخر ...
وانا لااستطيع ان اغمض عيني ..
حينها.. بدات الضباع تصدر اصواتها ...."مووووووووء.....مووووووووء...مووووووووء
ياللهول...انا مرعوب ...لااستطيع الحراك....خشية ان يراني الضبع ...فايقظت خالي الذي قام ...وقال لي ...
"هذا علي نعص....لن يجرؤ على الاقتراب!!"
ياللهول ....الضبع عندهم يدعى "على نعص!!"....وهو ينامون غير مكترثين...
والمواشي غير مكترثة!!
وقال لي ..."الخوف فقط ان هاجمنا قطعان الاسود"
ونحن لسنا في منطقتها الان..................
هذا ماكان ينقصني ...اسد يهاجمنا !!
فاصبحت اراقب في نهاية الطرق المحيطة بنا, ثم رايت فعلا ظلالا تتحرك فعلمت انها الضباع التى تصدر الاصوات ..
الغريب ان هذه الضباع تضحك احيانا ...!
لاامزح....انها تصدر اصوات تشبه الضحك ...
فارتعب خوفا ....ولكننى نمت ....
فكما اخبرونى غدا يوم حافل............
فمارايته ولو على مضض, يجعلني اصدق مايحكى من بطولات ومن تنوع للكائنات وبشكل كبير...
قبل ثلاثة وعشرين عاما, اخذتنى جدتي لرؤية اخوالي الذين وبطبيعة الحال رعاة غنم وابل وبقر , نعم ...
انهم بدو رحل لايستقرون في بقعة من الارض, كل فترة يحلون في ارض, اكواخ بدائية , وقطعان من الابل والبقر والغنم....
اتت جدتى واخذتنى من جدتي , وقالت انها ستعلمنى مهنة العائلة, فان عائلة ابي فلاحون وعائلة امي رعاة ابل بالدرجة الاولى, وكم كنت متشوقا لرؤية الحياة في البراري, كنت اتخيلها ممتعة ,,ولكن كل هذا سيتغير عما قريب...
قطعنا مئات الكيلومترات بسيارتنا اللاندوفر القديمة التى وبشكل عجيب تسير على طريق مهما كان وعرا...فتجتاز الوديان الجافة, وتعبر الهضاب الصخرية, وتمر بالغابات الشوكية....ثم بعدها صمت متقع...لاضجيج غير طيور القولي والغربان الكثيرة....ثم مررنا بمزارع الذرة التى لاتنتهى ...فتوقفنا ومن غير اذن مسبق نزلنا في وسط مزرعة استطعمنا اهلها فقدموا لنا" القرو" مع حليب والصبق...ولكنى رفضت الاكل اذ اننى لم اعتد اكل تلك الامور!
اكلت من الذرة وبعضا من القصب الذي قطفته بنفسي, ثم العمبي عاد....ومضينا ...
ففهمت اننا لازلنا في" الادن" idhanka .....
وبعد قليل رايت بعضا من الخيول البرية التى فرت من صوت سيارتنا التى تثير الاتربة وهى تطوي المساحات....
وصلنا ساعة الغروب , الى ارض مستوية تحيطها اعشاب جافة ...ومحاطة باشجار شوكية عملاقة قطعت وسيج بها البيت ..
البيت عبارة عن كوخان احدهما صغير , والاخر كبير ليس لهما باب, وهناك حظائر مسيجة كبيرة,...
بجانب البيت هناك شجرة يستظل بها اهل البيت, بعد الاحضان والقبل والدلال من قبل الخالات , نظرت حولي .
اين الرجال ...اين الاطفال?
وماهى الا لحظات الى وتسرع خالتى لفتح حظيرة صغيرة, واذا بصغار الغنم "وحرو" waxaro...او الحمل والجدى .. تعود على ...اعداد هائلة, خمسون او يزيدون ....فاسرعت فرارا خشية منهم!
واخيرا اغلقت الحظيرة, والتقيت بخالي الصغير, انه يكبرنى بعام فقط, لكنه راعى ماهر, معه عصاة صغيرة وقربة ماء...وبدا يسرد عن اخبار اليوم وكيف انه فقد احدى الحيوانات فقد خطفها المفترس!!
فاوقع في يدي....
مفترس?
فبدات اصيح...اريد العودة قبل ان يحل الظلام هنا....فضحكوا جميعا...
واثناء ذلك... سمعت ضجة عارمة ..انها قطعان الغنم والمعيز...ياااااااااه ما اكثرها ...لقد دوى صوتهم في كل مكان....ماهذا انهم ملؤا الحظيرة ...
فاسرعت الخالة في حلب بعض المعيز, ثم تترك الحملان ترضع منها...
وعندها تعرفت على خالي الاخر الاكبر سنا ...وفي حينها عادت الابقار...وكم جزعت منها لانها كانت قادمة بسرعة ثم بعضها يدخل سياج البيت بدلا من الحظيرة...
ياللهول ...
وقبل ان يحل الظلام, و السماء اكتسبت لونا احمرا, قدمت الابل,
الكثير والكثير منها....وكان اثنين من الاخوال يرعونها...
غير ان احدهم عاد بالقطيع, والاخر بدا يبحث عن ذكر هائج, خرج من القطيع, ....
وعاد به في اليل, ....ثم تحملقنا حول نار اشعلت في وسط الساحة...واشربت من حليب الابل حتى شبعت ثم بدا الجميع يسرد حكايته ونسمر حتى نعست, ودخلت الكوخ لانام, الا ان اخوالى اخرجونى والحوا علي, قائلين ان الرجال ينامون في البر "duleedka
والسماء لحافنا....فبادت اعد النجوم ... ولم انم خوفا من البقر الذي لايكف عن الخوار ...والابل التى لاتكف عن اللعب ...خشية ان يقفزو علينا....
وبعدما ظهر القمر في وسط السماء ...ونوره ملئ الارض...وبامكانى رؤية الحيوانات ... وبدا الجميع يشخر ...
وانا لااستطيع ان اغمض عيني ..
حينها.. بدات الضباع تصدر اصواتها ...."مووووووووء.....مووووووووء...مووووووووء
ياللهول...انا مرعوب ...لااستطيع الحراك....خشية ان يراني الضبع ...فايقظت خالي الذي قام ...وقال لي ...
"هذا علي نعص....لن يجرؤ على الاقتراب!!"
ياللهول ....الضبع عندهم يدعى "على نعص!!"....وهو ينامون غير مكترثين...
والمواشي غير مكترثة!!
وقال لي ..."الخوف فقط ان هاجمنا قطعان الاسود"
ونحن لسنا في منطقتها الان..................
هذا ماكان ينقصني ...اسد يهاجمنا !!
فاصبحت اراقب في نهاية الطرق المحيطة بنا, ثم رايت فعلا ظلالا تتحرك فعلمت انها الضباع التى تصدر الاصوات ..
الغريب ان هذه الضباع تضحك احيانا ...!
لاامزح....انها تصدر اصوات تشبه الضحك ...
فارتعب خوفا ....ولكننى نمت ....
فكما اخبرونى غدا يوم حافل............
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)