كل الطرق تؤدي الى هرجيسه !!
١٢:٤٢ ص | Posted by
سوليزيا |
تعديل الرسالة
الحل السحري للازمة الصومالية
========================
بعد ان وصلت الامور في القرن الصومالي الى درجة الغليان, وفشلت جميع المساعي الرامية لاعادة السلام في هذه الجزء من العالم, ظهرت اصوات تنادي بنقل عاصمة الصومال الى هرجيسه, حاضرة صوماليلاند وبذلك تفرض عزلة تامة على الفوضى المزدهرة في اقصى الجنوب, تمهيدا للقضاء عليها دون تدخل خارجي.
وحقيقة هذه ليست المرة الاولى التي تطرح مثل هذه المبادرة بهذا الشكل, فلقد صرح بها السيد عبدالقاسم صلاد حسن ابان مدة توليه الحكومة المؤقته, وحينها كان يخاطب شعب صوماليلاند ويدعو علنا ان تتشكل حكومة في هرجيسه, العاصمة الجديدة للجمهورية الصومالية الحديثة, بل ان الرئيس السابق عبدالله يوسف اعلن مرارا حين كان رئيسا لولاية بونتلاند, عن ترحيبه باي مشروع وحدوي بين ولايته وصوماليلاند ليشكلا معا نواة الجمهورية الجديدة, لذا من حيث التاريخ فهذه مبادرة قد مضى عليها الزمن, واعتقد انه من حيث المبدا وبعيدا عن العوامل الانية, انها اطروحة عبقرية اذا نظرنا اليها من زاوية الوحدويين الصوماليين, الذين يرغبون في احياء جمهورية الصومال, بحدودها التى عرفت بها منذ العام 1960. فالمبادرة علاج سحري لجميع الاوبئة السياسية في الداخل كما يقولون :
- نهاية كابوس الصراع في الجنوب, حيث ان تحول الادارات نحو هرجيسه, يخنق كل رؤوس الفتن في مقديشو
- المحافظة على وجود سلطة صومالية موحده, تدير وبشكل فعلي امور البلاد
- وجود جيش نظامي في صوماليلاند قادر على السيطرة على الجنوب الاقصى, مما يلغي اي حاجة لتدخل الغريب في شؤون الصوماليين.
- ضمان استقرار دائم على الحدود الفاصلة بين صوماليلاند وبونتلاند, نظرا لوجود كيان يجمع الاطراف جميعا.
-ضمان اختيار نخبة صالحة لادارة الامور, وتنحية كل من اقترف ذنبا في الماضي من اي طرف كان.
في نظر الوحدويين, هذه الاهداف وغيرها تتحقق من خلال هذه المبادرة المذكوره, ولكن الصوماليلاندين على النقيض من ذلك يرونها لاتخدم مصالحهم بالشكل الذي يتمنونه, فالمبادرة تتطلب ان تتنازل صوماليلاند عن حدودها التاريخية وعن هويتها التي ظلت متمسكة بها طيلة العقود الماضية, واعادة الجمهورية الصومالية التي ثاروا عليها في ثمانينات القرن الماضي, وقد امضوا عشرة اعوام في تريب السياسة الداخلية, فلم يضعون كل هذا جانبا, ويقبلون ان ينخرطوا في تجارب اخرى? ما هي مصلحتهم في قبول عرض كهذا ?
من جانب اخر, تطرق مفكرون اخرون الى القول بان تحل بونتلاند محل صوماليلاند في هذه الخطوه?, فتصبح جروي عاصمة للصومال الجديد, وتدار الامور من هناك, مستفيدين من وجود الفرصة الامنية في بونتلاند ووجود القوة العسكرية التي تستطيع على الاقل حماية المولود الجديد في احضان بونتلاند. وبمثل هذه الاستراتيجية تحل ازمة الجميع, وبهذا فقط يرى الصومال النور في نهاية النفق المظلم . المعضلة التي قد تواجه هذا المشروع, تكمن في امكانية استغلال " البعض" في بونتلاند الشرعية التى قد تمنح لهم في تغذية صراعهم مع صوماليلاند, فيدخل الصوماليون في نفق اخر انكى وامر من سابقه, وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.
اعتقد انه بدلا من خلق حكومات متصارعة في القرن الافريقي, ان تبادر حكومة صوماليلاند في عقد مؤتمر عام لمفكري ومثقفي واعيان الصوماليين من بونتلاند وكذلك من الجنوب الاقصى, لايجاد حكومة تحظى بتاييدهم جميعا, وتباشر هذه الحكومة مهامها من بونتلاند وعندما يتم لهم الامر, ستجد صوماليلاند حليفا لها في مقديشو, مما سيعزز الترابط الصومالي الاخوي في القرن الافريقي, الامر الذي سيؤدي الى وحدة صومالية على غرار مجلس التعاون الخليجي, او دول الكومنولث, وربما وحدة شاملة في مراحل مستقبلية. هذه الاطروحة لا تروق لقيادات صوماليلاند في وقتنا الحاضر, فقد صرح الحزب الحاكم على لسان نائب رئيس الجمهورية في اكثر من مناسبة ان صوماليلاند لن تتدخل في حل ازمة صوماليا قبل ان تنال جمهوريته الشرعية الدوليه, ويتفق معه في ذلك المهندس فيصل علي ورابه وكذلك موسى بيحي, فيما يبدو انه اجماع الحكومة والمعارضة على هذا الموقف. هذا الموقف السلبي من قضية الجنوب الملتهب لايمكن ان يفهم الا في سياق الرؤية الشاملة للمشهد السياسي في صوماليلاند, حيث ان بعض القيادات السياسية هرجيسه ترى في فوضى الجنوب بقرة حلوب!, فالقتل والتشريد والاسلاميون والحرب على الارهاب وغيرها, اسباب كافية لتحول الانظار الغربية نحو صوماليلاند, لكن القيادات الذين يعرفون بأغوار السياسة يدركون تماما ان الرصاصة التي لا تصيب "تدوش". وبالفعل حاول هذا التيار السياسي سابقا ان يعقد مؤتمرا لمصالحة العشائر التي كانت تتنازع في مقديشو, لكن التيار الاخر منع حدوث مثل هذه الخطوه, ثم لاحقا اجتمع بعض اعيان قبيلة الهوية لعقد مؤتمر لهم في هرجيسا, وبالرغم من ان المؤتمر حظى بتاييد على اعلى مستوى, الا ان التيار الاخر نجح في لصق تهمة الخيانة في كل من حاول التدخل في سير المؤتمر من رموز صوماليلاند, فاخمد في حينه وساعته. ويبدو ان هذا الجذب والشد بين التيارين اوجد هذا الموقف السلبي تجاه قضايا الجنوب.
ولاشك ان الصوماليلاندين يفرطون بفرصة ذهبية لتجنيب الصوماليين ويلات السيول التي لاتترك اخضرهم ولا يابسهم, فيشكلون مصبا لهذا السيل العرم وفق رؤيتهم, فينفعون ويستنفعون, فهل هم فاعلون?
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 comments: